الأمير عبدالرحمن بن مساعد
الأمير عبدالرحمن بن مساعد
الأمير نواف بن سعد
الأمير نواف بن سعد
الأمير فيصل بن تركي
الأمير فيصل بن تركي
الأمير فيصل بن عبدالرحمن
الأمير فيصل بن عبدالرحمن
-A +A
إبراهيم الموسى (الرياض)
اهتمت الدولة بكل ما يهم الشباب لتكون الأندية الرياضية جزءا مهما لهم يتنفسون من خلالها وتكون مرتعا خصبا لإثراء مناشطهم وقضاء أوقاتهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة، فكان من ثمار ذلك انتشار الأندية في كل بقعة من بقاع المملكة والتي حظيت بدعم ووقفة صادقة من قيادة هذه البلاد، بيد أن تحول الأندية إلى ميدان تنافسي جعل مطالبها المادية تفوق مداخيلها وسط تولي دفة قيادتها أشخاص متطوعون قدموا للساحة الرياضية بأهداف منوعة في أنفسهم يسعون لتحقيقها، فتغادر وجوه وتأتي أخرى، ليبقى ناديا النصر والهلال في منأى عن هذه التغيرات بعد أن توقف أمر رئاستهما في الغالب الأعم على الأمراء برغم مرور فترات كان تواجد المواطن فيهما بداعي التكليف ليبدو الأمر وكأن الناديين قد تحولا إلى أملاك خاصة متوارثة جعلت من رئاستهما أمرا في غاية الصعوبة لا يستطيع تحمله إلا من تسلح بالشخصية الاعتبارية القوية؛ ما غيب بالتالي تواجد الرئيس المواطن فيهما ليبقى كرسيهما الساخنان حائرين بينهما، فالضخ المالي الكبير ودعم أعضاء الشرف فيهما اللذان هما في الغالب من الأمراء هو من يحدد الرئيس القادم والذي يكون عادة واحدا منهم يرون فيه قدرته على القيام بمتطلباتهما المادية الكبيرة ليسهم معهم في تحقيق آمالهم وتطلعاتهم..«عكاظ» فتحت هذا الملف لتظهر بالحصيلة التالية:

الجماهير لا تتصورهما دونهم


يستهل عضو شرف نادي الرياض الأمير فيصل بن عبد العزيز الحديث مؤكدا أن السر الحقيقي في ذلك التواجد يعود للحضور الكبير للهلال والنصر وعلى كافة الجوانب ما جعل ارتباطهما بالشخصيات الاعتبارية ارتباطا وثيقا منذ الأزل بحيث أصبحت الجماهير المنتمية لهذين الفريقين لا تقبل بتولي الرئاسة فيهما من الأشخاص الآخرين برغم ما مر بهما في فترات متفاوتة من تولي دفة القيادة فيهما مواطنون جاءوا عن طريق التكليف «لذا لم تعد الجماهير قادرة على تصور هذين الناديين العملاقين بدون تواجد الأمراء على رأس هرمهما».

وزاد «هذا المنظور لا يعني بحث الأمراء عن الشهرة كما يتخيل البعض فالوهج الإعلامي والكثافة الجماهيرية موجودة في قطبي جدة الأهلي والاتحاد اللذين تقبل جماهيرهما أن يتولى رئاستهما أشخاص من غير الأمراء ولكن في الهلال والنصر الوضع يختلف تماما ما سيصعب المهمة أمام كل قادم لهما ما لم يكن من الأمراء لحضورهما التنافسي وكثافتهما وحساسية تولي كرسي الرئاسة فيهما».

إحجام التجار أظهر الموجة

ولم يستغرب رئيس نادي التعاون وعضو الاتحاد السعودي السابق محمد السراح ذلك التواجد بحكم وجود الأمراء في منطقة الرياض «بحكم وجود النصر والهلال في الرياض فقد حظيا بانتماء الأمراء لهما والذي أظهر التنافس بينهما على أعلى مستوى فتوزع الأمراء بينهما لتتكون غالبية أعضاء الشرف فيهما منهم لمعرفتهم بحاجتهما للضخ المالي الكبير، لأن الرياضة التنافسية على وجوه الخصوص تحتاج إلى المال الذي يسير العمل فبالتالي يكون اختيارهم لشخص يملك نفس القدرة المادية التي تساعده في تسيير أمورهما».

واستطرد «هناك عامل مهم آخر جعل من النصر والهلال يحظيان بتواجد الشخصيات الاعتبارية على قمتيهما وهي عدم إيمان التجار في المنطقة الوسطى فيما سبق بأهمية الرياضة ما جعلهم يحجمون عن تقديم الدعم المادي أو الاتجاه للتواجد في الأندية بعكس التجار في المنطقة الغربية وغيرها من المناطق الذي أسهم تواجدهم بتقدم الأندية فيها وجعلها غير مرتبطة بنوعية محددة من الأشخاص».

وأشاد السراح بالدعم المادي الكبير الذي قدمه الأمير سلطان بن عبد العزيز – رحمه الله- لكافة الأندية، نظرا لإيمانه بأهمية الرياضة وأهمية دعم تلك المؤسسات القائمة عليها فامتدت يداه لغالبية أندية الوطن ما أسهم بمحافظتها على تواجدها.

التأسيس يحدد القيمة

ويرى الناقد والمحلل الرياضي الدكتور مدني رحيمي أن الأمر يرجع إلى أن غالبية أعضاء الشرف فيهما من الأمراء، فمن هذا المنطلق يكون اختيارهم للرئيس من الأمراء الذي يرون فيه القدرة المادية على تسيير هذا النادي أو ذاك والمساهمة في تحقيق تطلعات جماهيره«لا يستطيع أحد أن يغفل جانب التأسيس للنادي والذي يحدد قيمة النادي عند أصحاب السمو كما أن الكثافة الجماهيرية والحضور على مستوى البطولات يشكل عامل إغراء، فلذا أصبح ارتباط هذين الناديين بالأمراء ارتباطا وثيقا بعكس بقية الأندية السعودية ومنها الاتحاد والأهلي التي مر على كرسي رئاستها أمراء ومواطنون فكانت جماهيرهما تقبل هذا التحول بعكس الجماهير في النصر والهلال».

واختتم رحيمي حديثه بأن ذلك لا ضير فيه ولا يعد عيبا يحسب على الأمراء أو على هذين الناديين فوجودهم من الأهمية بمكان لقدرتهم على تحقيق آمال وتطلعات الجماهير التي لا ترضى بغير القمة ولا يستطيع بالتالي من تحقيق ذلك إلا من كان له حضور على كافة الأصعدة وأهمها النواحي المادية التي تسير الأندية.

كرسيان ساخنان

ويؤكد رئيس نادي الرائد عبد العزيز التويجري على أن الهلال والنصر والاتحاد والأهلي من الأندية الكبيرة التي تتمتع بقاعدة جماهيرية عريضة وحضورا إعلاميا مميزا بالإضافة إلى تحقيقها البطولات المختلفة عبر تاريخها فأصبحت الأبرز على مستوى الوطن ما جعل رئاستها أمرا صعبا «المتابع للتاريخ يرى أن الاتحاد هو الأقل بتولي رئاسته من غير الأمراء والشخصيات الاعتبارية من بين البقية التي تعد من الممالك الخاصة ما جعلها ترتبط ارتباطا وثيقا بتواجد الأمراء، لأن كراسيها في غاية السخونة لشعبيتها وبحثها عن الإنجازات التي تحتاج إلى ضخ مالي كبير وتواجد قوي في الساحة ما جعل نجاحاتها تتوقف على وجود الأمراء لقدرتهم على القيام بمهامها، فلذا يصعب على المواطن النجاح في أداء مهمته». وأثنى التويجري على تواجد الأمراء في الوسط الرياضي، لأنهم بمكانتهم وحضورهم يمنحون الرياضة بعدا وأهمية كبيرة تجعل بقائهم مهما للغاية.

وجودهم يلغي الفوارق

في المقابل لم يستغرب رئيس نادي العروبة مريح المريح تواجد الأمراء في الساحة الرياضية وارتباطهم بالنصر والهلال لوجود محبة متوارثة من الأبناء للأحفاد لهذين الناديين «ارتبط اسم نادي النصر برمزه الراحل الأمير عبد الرحمن بن سعود ومن بعده أبناؤه حتى ارتبط اسم النصر بهم فأصبح ملكا لهم ينتقل بينهم بالوراثة، لأنه محسوب على أبناء عبد الرحمن مهما تعدد الرؤساء من بعده، في المقابل خلق تواجد الهلال شعبية جارفة بين الأمراء، نظرا للتنافس المحموم الذي جمعه بالنصر؛ ما خلق أجواء تنافسية بين الناديين من جهة وبين الأمراء من جانب آخر وأسهم بارتفاع سمعة وصيت الناديين لتوافر كل عوامل التفوق المطلوبة من ضخ مادي وتواجد إعلامي وكثافة جماهيرية لتصبح كراسيها بعيدة وصعبة مالم يكن المتقدم لها من الشخصيات الاعتبارية التي تحظى بدعم ووقفة أعضاء الشرف في ظل ابتعاد التجار في المنطقة عن الرياضة أو مجرد التفكير فيها بعكس تواجد التجار في المناطق الأخرى وتحديدا في المنطقة الغربية ما جعل تواجد الأمراء في أنديتها محدودا».

وأيد مريح تواجد الأمراء كرؤساء للأندية، إذ يدل على أننا أبناء بلد واحد، فالرياضة تلغي الفوارق وتجعلنا كمجتمع واحد لا فرق بيننا فتواجدنا واحد وهمومنا واحدة وأهدافنا محددة.

الخصخصة ستعيد الترتيب

من جانبه، يرى الإعلامي الرياضي خضير البراق أن محبة النصر والهلال انتقلت من الآباء إلى الأبناء بين الأمراء لتتوارث الأجيال منهم المحبة والعشق والانتماء لهما بحكم القرب المكاني لهذين الناديين من مقر وجود الأسرة الحاكمة «ما المانع أن يتولى الأمراء دفة القيادة في هذين الناديين العريقين ما دامت الرغبة لديهم موجودة بالإضافة إلى القدرة المادية التي تعد وقودا لا تسير الرياضة إلا بتوفره وخاصة في مثل ناديين بمكانة الهلال والنصر وكثافتهما الجماهيرية وحضورهما الإعلامي وتنافسهما الأزلي عبر تاريخ الرياضة السعودية».

وأضاف البراق «قد تنتهي ورئاسة الأمراء للأندية بدخول الخصخصة والتي ستتحول معها الأحوال إلى استثمار وأرباح من قبل رجال أعمال تبحث عن المكاسب ولا غيرها».